هل تعرف أن الموظف يقسو على نفسه كثيراً
أيها الموظف؛ تعلم ألا تقسو على نفسك
تصادفنا في حياة العمل بشكل متكرر، لحظات بها الكثير من خيبات الأمل، والنكسات، مثلا قلة المبيعات المتوقعة، الدخول في خلاف مع مسؤول أو زميل، عدم الحصول على التقدير أو الترقية المترقبة وغيرها الكثير من الخيبات التي يتعامل معها غالب الموظفين بطريقتين فقط. الأولى اتخاذ موقع الدفاع عن النفس، وإلقاء اللوم على الآخرين، والثاني التقليل من شأن أنفسهم وقدراتهم في التعامل مع المواقف.
وللأسف كلا من ردتي الفعل غير مفيدة للموظف، هل تعرف لماذا؟
لأنه في حال لو الآخرين، نعم قد يريحك هذا الشي لتجاوز ألم الفشل، لكنه يحرم الموظف من فرصة التعلم والتدقيق في بعض الأمور التي قد تغير من حياته للأفضل.
أما في حال لوم النفس وجلد الذات، فهو أيضا مهم ولكن بنسبة معينة فقط لتعطي دافعاً نحو التغيير، لكن الغوص في ذلك بشكل عميق يؤدي الى تدني تقدير الذات والقدرات، وحينها يمنع تطوير الذات.
فما العمل حينها، كيف يتعامل الموظف مع النكسات وخيبات الأمل دون أن يقسوا على نفسه؟
الطريقة المثلى لذلك أن تعامل نفسك كما لو حدث ذات الأمر الى صديق عزيز عليك، فكيف ستتعامل مع صديقك؟ على الغالب ستكون لطيفاً ومتفهماً والأكثر من ذلك ستكون مشجعا له لأخذ خطوات إيجابية، وهذا يسمى (التعاطف مع الذات).
فالأبحاث تُظهر أنه في حال النكسات علينا أن نتعاطف مع أنفسنا، وأن نكون لطفاء معها عوضاً على إطلاق الاحكام، ولابد أن نعترف بأن الجميع يرتكبون الأخطاء، وعلينا تجنب الاستغراق في النكسات وخيبات الأمل. فعندما نقنع أنفسنا أننا أفضل مما نحن واقعاً عليه، هذا بلا شك سيقودنا الى التراخي في تطوير أنفسنا، وعندما نفكر أيضا أننا أسوء مما نحن عليه فهذا سيقودنا الى الانهزامية، لذلك من المهم التعاطف مع الذات لنعيش الواقع.
لماذا التعاطف مع الذات مهم؟
التعاطف مع الذات يساعدنا بشكل كبير في تطوير ذهنية النمو من خلال التشجيع على الاعتقاد بأن التطوير والتحسين ممكن دائما، وهذا بلا شك سيعزز رغبتنا في تقديم أفضل الأداء. ليس هذا وحسب بل سيساعدنا التعاطف مع الذات على التواصل بشكل أكثر صدق وإيجابية مع أنفسها وفهم الآخرين بشكل أفضل.
أيها الموظف.. لا تقسُ على نفسك، وتعاطف معها لتنمو وتطور
ليست هناك تعليقات: